سورة الكهف

 قبل الدخول في آيات سورة الكهف، يستوقفني اسم السورة، هل هو مقصور على رواية الحادثة فقط، أم إنه وصف لحالة ممتدة إلى ما هو أبعد من حدود الموقف؟ هل الآيات هنا تروي لنا واقعة أصحاب الكهف أم ترانا تائهين تيههم فتدلنا على مكانهم وتقول لنا كيف نجوا؟ 

..

لأول مرة أرى السورة من هذا الاتجاه، السورة يا سادتي لنا نحن، حكاية أصحاب الكهف جزء منها، لكنها لم تقتصر عليها، كان هؤلاء تائهين فاهتدوا إلى ذلك المكان، إلى تلك الحالة، كان موسى تائها كذلك، فوجد ضالته في الخضر، إلى تلك الحالة، كان الخلق تائهين كذلك، يخشون على دينهم من يأجوج ومأجوج، فوجدوا ضالتهم في ذي القرنين، في تلك الحالة.

..

المشترك في تلك القصص جميعا أن أبطالها تائهون ثم اهتدوا، أن أصحابها لجؤوا إلى الله في حالة لا موقف، فكان "الكهف" رمزا لا موقفا، وكان اسم السورة، والله أعلم، ملخصا للحالة، دليلا للطريق، سراجا في ظلام، وقنديلا في سراب، ومرشدا في ضلال.

..

الله يقول لنا إننا لسنا أول من يتيه، عباد له عاديون تاهوا من قبل، ونبي له تاه، ومن أفضل حالا من نبي يتيه؟ ويقول لنا هكذا اهتدوا، وهذا هو المكان، الله هو الكهف، الله هو الملجأ، الله هو النجاة، فأووا إلى الكهف ..ففروا إلى الله..



التعليقات

أحدث أقدم