رسائل حب وغرام
مكتوبة
أعرف أن الكثيرين كتبوا إليك ،
وأعرف أن الكلمات المكتوبة تخفي عادة حقيقة الأشياء خصوصا إذا كانت تُعاش..وتُحس
وتُنزف على الصورة الكثيفة النادرة التي عشناها في الأسبوعين الماضيين…
ورغم ذلك ، فحين أمسكت هذه الورقة
لأكتب كنت أعرف أن شيئا واحدا فقط أستطيع أن أقوله وأنا أثق من صدقه وعمقه وكثافته
وربما ملاصقته التي يخيل إلي الآن أنها كانت شيئا محتوما ، وستظل كالأقدار التي
صنعتنا : إنني أحبك .
الآن أحسها عميقة أكثر من أي وقت
مضى ، وقبل لحظة واحدة فقط مررت بأقسى ما يمكن لرجل مثلي أن يمر فيه ، وبدت لي
تعاساتي كلها مجرد معبر مزيف لهذه التعاسة التي ذقتها في لحظة كبريق النصل في
اللحم الكفيف…
الآن أحسها ، هذه الكلمة التي
وسخوها ، كما قلت لي والتي شعرت بأن علي أن أبذل كل ما في طاقة الرجل أن يبذل كي
لا أوسخها بدوري .
أحسها الآن والشمس تشرق وراء
التلة الجرداء مقابل الستارة التي تقطع أفق شرفتك إلى شرائح متطاولة…
أحسها وأنا أتذكر أنني لم أنم
أيضا ليلة أمس ، وأنني فوجئت وأنا أنتظر الشروق على شرفة بيتي أنني – أنا الذي
قاومت الدموع ذات يوم وزجرتها حين كنت أُجلد – أبكي بحرقة . بمرارة لم أعرفها حتى
أيام الجوع الحقيقي ، بملوحة البحار كلها وبغربة كل الموتى الذين لا يستطيعون فعل
أيما شيء …
إرسال تعليق